مريم ياسين الحمادي
تتزين الحدائق بالزهور الملونة الجميلة، والأشجار المختلفة الأشكال والأحجام، والثمار المتنوعة في الطعم، الحلوة والمرة، بل وتتنوع الأرض، السهلة والمرتفعة، والوعرة. الماء الواحد نفسه،»هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج «، فالأصل التنوع والاختلاف، وجميعها في ذات الأهمية، وجمالها بتنوعها واختلافها. الإنسان نفسه يدرك أهمية التنوع والحاجة له، فالتنوع يثري المجتمعات ويقدم فرصا أكبر لهم، كونه مجموعة من المعتقدات والسلوكيات التي يهدف وجودها للاعتراف بالبشر، جميع أعراقهم، وعقائدهم، ولغاتهم، وألوانهم، أنواعهم النساء والرجال، الأطفال، الاحتياجات الخاصة، جميع الجنسيات والأجناس.
ليس فقط كبنود، بل كمحتوى داخل هذا التنوع، فيكون احترام التنوع الثقافي من خلال اعترافنا بهذه الاختلافات، وتثمين ما يقدمه الاختلاف، ويشمل ذلك الاعتراف بأشكال التعبير الثقافي. لذا يتم ربط الابداع، بما تلتقطه حواس المبدع من هذه الاختلافات، وتنوع الإنتاجية لوجود خبرات متنوعة، تنوع في العادات والتقاليد، كيف تعيش الشعوب وكيف تتعامل، ماذا تلبس، وكيف تلبس، تنوع في الأزياء الشعبية، والأزياء الحديثة، ويشمل أنماط الحياة المتنوعة، الحضرية والبدوية، أو في الجليدية، وقد تكون تنوعا في أنماط الحياة، نمط الحياة السريعة والهادئة.
كل هذه المظاهر هي أمور طبيعية، المطلوب منا أن نتقبلها، ونعيش جمال هذا التنوع، إن أكبر ما يواجه الإنسان، الصراع الذي يقع فيه، عندما يعيش بين هويته، وهوية أخرى، فيصبح غريباً، وتائها، ولا يعرف ينتمي لأي هوية، فيحاول أن يذهب لتلك فيضيع جزء من هويتها، ويزين له عقله، أن هذا الصواب، وهذا ما كان في مسائل حقوق الإنسان التي أصبحت بشكل أو آخر، مسألة تتعلق بتوجهات معينة، قد تسير بسبب أشخاص أو اعتقادات، وها نحن اليوم نعيش عالما، يوافق على تغير نوع الإنسان، وليس ذلك فقط بل ويحتفظ بحالة متناقضة، داخله، ويعاني من هوية متناقضة سمحت له أن يكون بارعا في اللغة الأم، ولكنه لا يجد ذاته فيها، أو محبا للغة الإنجليزية ويرى أنها لا تعطيه ما يمكن أن يقدم، مشكلتنا في داخلنا وليس في التنوع، مشكلة عين هنا وعين هناك!.
كلمة أخيرة: جمال التنوع بأن يكون أصيلا وفريدا، فلنحافظ على الأصالة