تتقدم منظمة متحدون ضد التعصب الطائفي الى الشعبين التركي والسوري بأحر عبارات التعزية والمواساة بشهداء ومصابي ومهجري الزلزال المدمر ، سائلين الله أن يرحم من قضوا ويشفي من أصيب ويؤوي من هُجّر .
إننا في منظمة متحدون ضد التعصب الطائفي إيمانا منا بضرورة الوقوف مع ضحايا الزلزال وإيصال المساعدة العائلة لهم لنود أن نؤكد على عدة امور:
لقد خلق الله تعالى البشر من ذكر وأنثى، وجعلهم شعوبًا وقبائل بأعراق وألوان مختلفة ليتعارفوا ويتعاونوا ويتسابقوا في الخيرات و في عمارة الأرض، لا فضل لأحدهم على الآخر إلا بعمله البنّاء الخيّر.
ومن هنا فإن كرامة الإنسان هي صفة أصيلة في أصل خلقته، لا مِنّة فيها لأحدٍ عليه أو فضل.
إن ظاهرة التعصب للطائفة أو العرق أو المنطقة، واستعلاء الإنسان على أخيه الإنسان ظاهرة بغيضة تظهر في حياة الشعوب لأسباب مختلفة، وهي تشتد مع الجهل والانغلاق، وتشتد في أوقات الأزمات والكوارث أكثر وأكثر، على ما نشاهده اليوم من دعوات التعصب العرقي التي شاعت قبل وخلال هذه النكبة الإنسانية، وهي نغمة نشاز على حالة التعايش الحضاري الذي عرفه العالم والمنطقة بين الشعب التركي الأصيل وبقية الشعوب التي تشاركت معه في بناء تاريخ حضاري مجيد ولقرون طويلة.
وهنا يتأكد دور القيادات المجتمعية الأهلية والرسمية في التصدي لهذه الظاهرة، وما يمكن أن يتولد عنها من عنف أو إساءة أو احتراب.
إن منظمة متحدون ضد التعصب الطائفي تدعو كل القوى الحية الفاعلة إلى الوقوف بحزم وبروح تشاركية وعمل مؤسسي متكامل للقيام بما يمليه عليها الواجب تجاه هذا الخطر، وتؤكد على ما يلي:
١- مطالبة الحكومات باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والتنظيمية لمحاصرة هذه الظاهرة ومعاقبة مرتكبيها.
٢- مطالبة القوى السياسية والمجتمعية بعدم زج الاختلافات العرقية و المذهبية في أتون الصراعات السياسية أو الانتخابية.
٣- دعوة الجهات ذات العلاقة للتعاون في رصد وكشف أعمال الكراهية والتعصب والتمييز.
٤- مطالبة وسائل الإعلام بالموضوعية والمهنية وتجنب التحيزات التي تسهم في إذكاء نار التعصب.
٥- دعوة طلائع المجتمعات الثقافية إلى وضع رؤية موحدة لنبذ الكراهية والعنصرية.
إننا ونحن نعيش هذه اللحظات الأليمة التي فُقد وأصيب فيها أحبابنا وإخوتنا، وفقدالكثيرون بيوتهم وممتلكاتهم لنتضرع إلى الله أن يرحم من فُقد، ويشفي من أُصيب، ويغيث من نُكب من أهلنا أتراكًا وسوريين ومن أي جنسية أو عرق كانوا، وننظر بعين الفخر والاعتزاز إلى الصور الإنسانية المشرقة التي رأيناها في عمليات الإغاثة والعون، بذلاً وعطاءً وإغاثة في عمل ملحمي كبير وجليل حيث قُدّمت يد العون إلى كل محتاج،وبما يليق بمبادئ أمتنا وتاريخها في الخير والإحسان.
نسأل الله تعالى أن يحفظ أمتنا وبلادنا من كل سوء ومكروه، ويبارك في الجهود الخيرة، ويجزي أهلها خير الجزاء.