ألمانيا… إدانة متهمين بارتكاب اعتداء “عنصري” ضد مهاجرين من غينيا
قضت محكمة مدينة إرفورت الألمانية بسجن أشخاص بسبب تورطهم في ارتكابهم اعتداء عنصري على مهاجرين ينحدرون من غينيا. ما حيثيات الحكم وتفاصيل الاعتداء؟
أدانت محكمة إقليمية في مدينة إرفورت الواقعة في وسط ألمانيا أربعة أشخاص إثر تبوث تورطهم في اعتداء بدوافع عنصرية على ثلاثة مهاجرين من غينيا، وحكمت المحكمة على المتورطين بالسجن لمدد تتراوح بين عامين وأربعة أعوام ونصف.
وقالت النيابة إن المتهمين اعتدوا بالضرب والركل والإهانة العنصرية على المهاجرين الغينيين الثلاثة، وكان ذلك خلال شهر أغسطس / آب 2020.
ووجدت المحكمة أن جريمة الإيذاء الجسدي اشترك في تنفيذها المعتدون كما أنها قد ارتُكبت بدوافع عنصرية لا إنسانية، وقد ترتب على إثرها إصابة اثنين من الأشخاص المعتدى عليهم بجروح خطيرة. مما جعل رئيس المحكمة يقول خلال نطقه بالحكم “الهيئة ليس لديها أي تعاطف مع من ارتكب هذا الفعل”.
وقررت محكمة مقاطعة إرفورت أن أربعة من الأشخاص السبعة المتورطين مذنبون بتهمة إلحاق أذى بدني خطير. وحكمت على ثلاثة متهمين منهم بالسجن لمدد تتراوح بين سنتين وأربعة أشهر وأربع سنوات وتسعة أشهر. كما حُكِمِ على آخر بالسجن عامين مع وقف التنفيذ. بينما برأت المحكمة ثلاثة متهمين آخرين.
والحكم ليس قطعياً وقابل للاستئناف.
ماذا حدث بالضبط؟
وقال ممثلو الادعاء إن المتهمين السبعة متورطون في الهجوم الذي حدث في الساعات الأولى من صباح يوم الأول من أغسطس / آب 2020 في إرفورت. لكن لم يتم الحكم ضد ثلاثة منهم بسبب نقص الأدلة.
تمت الإدانة بالدرجة الأولى اعتماداً على آثار الحمض النووي، وكذلك تسجيلات الفيديو والصوت التي قام بها أحد الضحايا أثناء وقوع الهجوم. وقالت المحكمة إنه يمكن سماع إهانات عنصرية شديدة وواضحة في التسجيلات.
وادعى دفاع المعتدين أن الضحايا هم من بدأوا الشجار، لم توافق المحكمة على ذلك. وقال رئيس المحكمة “وجدت المحكمة أنه من المقيت أن تكون هناك محاولة بهذه الطريقة لتحويل الضحايا إلى جناة”. وطالبت النيابة العامة بأحكام بالسجن تتراوح بين شهر وستة أشهر وأربع سنوات وثلاثة أشهر للمتهمين.
تعرض المهاجرون الثلاثة للهجوم أثناء مرورهم في منطقة سكنية بالقرب من مبنى معروف لدى الشرطة، لكونه مكان يتجمع فيه غالباً متطرفون يمينيون، وبحسب ما ورد افترض المحققون أن المهاجمين هم أعضاء أو متعاطفون مع حزب Der III. Weg (الطريق الثالث) اليميني المتطرف.
جاء الهجوم في سياق سلسلة من الاعتداءات اليمينية المتطرفة والعنصرية وحوادث كراهية ضد الأجانب تم الإبلاغ عنها في إرفورت في السنوات الأخيرة. كما حدث قبل ساعات فقط من احتجاج نُظم ضد أحداث عنف للنازيين الجدد في حادث منفصل قبل أسبوعين.
وقد وصفت السلطات هذا الهجوم في البداية بأنه “شجار” بين مجموعتين من الشباب، لكن سرعان ما اتضح من عدة مصادر أن مجموعة من المتطرفين اليمينيين نفذت هجوماً جسدياً مخططاً له بشكل مسبق ضد الضحايا.
المصدر: موقع مهاجر نيوز