وقّع عليه مفكِّرون ومثقفون وقيادات دينية وأدباء وفنانون من أنحاء العالم
إعلان عالمي: فظائع غزة وإسقاط المواثيق تحدٍّ أخلاقي للعالم
جنيف – حذّر إعلان عالمي وقّعت عليه شخصيات من أنحاء العالم من أنّ الفظائع الجارية في قطاع غزة تمثِّل تحدِّياً أخلاقياً للعالم أجمع، ورفض غضّ النظر عن الجرائم الشنيعة ضدّ الإنسانية الجارية ضدّ الشعب الفلسطيني.
وجاء في الإعلان الذي صدر اليوم الاثنين (29 يناير/ كانون الثاني 2024) ووقّع عليه مفكِّرون ومثقفون وقيادات دينية وشخصيات عامّة وأدباء وفنانون: “نواكب، بأسى وغضب، فظائع رهيبة تستهدف أكثر من مليوني إنسان من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء. إنّ هذا يمثِّل تحدِّياً أخلاقياً للعالم أجمع يستدعي يقظة إنسانية عاجلة ومراجعة مبدئية صارمة”.
وأكّدت الشخصيات العامّة الموقِّعة على الإعلان الصادر بثمان لغات: “نرفض غضّ النظر عن الجرائم الشنيعة ضدّ الإنسانية الجارية ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي تتخذ طابع الإبادة والتطهير العرقي، ونستنكر بأقصى العبارات ما يحظى به ذلك من دعم عسكري وسياسي ودعائي متواصل من جانب قوى دولية”.
وضمّت قائمة أوائل الموقِّعين أكثر من مائة شخصية من أنحاء العالم، من بينهم قادة دول وحكومات ووزراء سابقون، وحائزون على جوائز دولية بارزة، وعلماء مسلمون وقادة كنائس، ومفكِّرون وكتّاب وأدباء وفنّانون من بلدان عدّة.
وبيّن الإعلان، الصادر بالإنجليزية والعربية والإسبانية والبرتغالية والفرنسية والألمانية والتركية والبوسنية/ الصربوكرواتية، أنّ هذه التطوّرات “كشفت أنّ عالمنا يعاني اختلالات جسيمة، وأزمة أخلاقية مُتفاقمة، ومعضلة قيمية مُستعصية، وممارسات دعائية مضلِّلة”. وحذّرت الشخصيات من “العواقب التي يجرّها تغييب المواثيق والشرائع وإسقاط القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني؛ على السِّلم العالمي ومصالح الشعوب”.
وجاء من بين أوائل الشخصيات الموقِّعة على الإعلان العالمي الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، ورئيس الوزراء التونسي الأسبق حمادي الجبالي، ورئيس الحكومة المغربية الأسبق عبد الإله بنكيران، ووزير الخارجية الماليزي السابق تان سيري سيد حامد البار، والحقوقية العربية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، ودان كوفاليك أستاذ القانون الدولي في جامعة بيتسبرغ الأمريكية، والمحامي الشرفي البلجيكي جورج أونري بيوتي، ومحققة جرائم الحرب من نيوزيلندا جوليه ويب بولمان، وعضو مجلس الشيوخ الكولومبي فؤاد راباغ، وعضوا البرلمان الإيطالي السابقان ستيفانو أبوزو وتاتيانا باسيليو، ومرشّح الرئاسة المصري الأسبق أيمن نور.
كما ضمّت القائمة أسماء أخرى منها المفتي العام للجمهورية العربية السورية أسامة الرفاعي، وداتو ويرا سيخ عبد الغني شمس الدين، رئيس أمانة جمعية العلماء لآسيا – ماليزيا، ومحمد عزمي عبد الحميد، رئيس المجلس الاستشاري الإسلامي الماليزي، والمطران عطا الله حنّا من فلسطين، وياسين أقطاي، أستاذ بالأكاديمية التركية للعلوم – تركيا، وعبد الكريم بكار، الأمين العام لمنظمة متحدون ضد التعصب الطائفي – سوريا، عبد الرزاق قسوم، أستاذ في جامعة الجزائر – الجزائر، وظفر الإسلام خان، الرئيس السابق لمفوضية دلهي للأقليات في نيودلهي – الهند، وعبد الرزاق مقري، الأمين العام لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة – الجزائر، والأب ميغيل توماس كاسترو، راعي كنيسة باوتيستا إيمانويل بالسلفادور، وداتو سيري شيخ أحمد أوانغ، رئيس تحالف المساجد العالمي للدفاع عن الأقصى – ماليزيا.
وأكّد الإعلان أنّ “دعم الاحتلال العسكري وسياسات القهر والاضطهاد وحملات الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب بسرديّات تتذرّع بالأخلاق والمبادئ والإنسانية؛ هو تغليف مضلِّل يتّخذ من الشعار الأخلاقي والمبدئي والإنساني أداة قتل وقهر واضطهاد”.
ورفض الإعلان “استدعاء القيَم والمبادئ والمواثيق أو تعطيلها بصفة انتقائية سافرة حسب أولويّات السياسة واتجاهات المصالح. إنّ تناقُض مواقف القوى الدولية حسب مصالحها واستقطاباتها؛ ينزع المصداقية عن مواقفها عموماً”.
وأشار الإعلان إلى أنّ “العدوان الرهيب الجاري ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أفقد شعوباً وجماهير حول العالم ما تبقّى لديها من ثقة بأخلاقيّات النظام الدولي، وبعمل العدالة الجنائية الدولية، وبمفعول القيم والمبادئ والمواثيق والشعارات في الواقع”.
وقالت الشخصيات في الإعلان: “من بواعث الفزع أن تحتفي منصّات دولية وسياسية وإعلامية بخطابات مكرّسة لتبرير العدوان وتمجيد مقترفه ولوْم ضحاياه وتحميلهم المسؤولية عن مصيرهم المُرعِب قتلاً وسحقاً وتعطيشاً وتجويعاً وتشريداً”. ورأى الموقِّعون أنّ “ما يجري في فلسطين يُعيد إلى الأذهان فصولاً مُرعبة من ذاكرة العهد الاستعماري. إنّ هذا يؤكِّد أهمية فتح ملفّات الاستعمار ومحاكَمته أخلاقياً ومبدئياً واستلهام العظات اللازمة منه للحاضر والمستقبل”.
ومن بين أوائل الموقِّعين كلّ من محمد سليم العوا، محامٍ – مصر، هيثم المالح، قاض ومحام/ شيخ الحقوقيين – سوريا، وأحمد معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة – سوريا، وعمرو دراج، مدير المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية – مصر، والدبلوماسي الصادق الفقيه، سفير السودان السابق في عدة دول، وظفري عبد الواحد، وسامي العريان، مدير مركز دراسات الإسلام والشؤون العالمية باسطنبول – فلسطين، وعضو مجلس القيادة عضو الجبهة الوطنية للحكم الرشيد (NFGG) – سريلانكا، وبيدرو باولو غوميز بيريرا، أستاذ في الجامعة الفيدرالية في ساو باولو – البرازيل، وعصمت إف. بورديتش، أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس أئمة مركز نوبل بارك الإسلامي البوسني في ملبورن – أستراليا، وفرانسيروزي كامبوس باربوسا، الأستاذة في جامعة ولاية ساو باولو USP البرازيلية، وأحمد علي باسيتش، مدرس في جامعة سراييفو – البوسنة والهرسك، ومحمد مختار الشنقيطي، باحث وأستاذ جامعي – موريتانيا، والأستاذ بجامعة كالياري الإيطالية نيكولا ميليس، والأستاذ الجامعي الإيطالي نونزتو كوتشيا، وهشام العوضي أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية بالكويت.
واستهجن الإعلان “وضع بعض البشر فوق بعض في المرتبة والحقوق والاهتمام، وننبذ المساس بكرامة أيّ من الشعوب والجماعات البشرية بصفة صريحة أو إيحائية”، وأكّد أنّ “الفظائع الجارية في غزة مثال مُعبِّر عن عالَم يُعاني من اختلالات جسيمة على حساب جنوب الكوكب وشعوبه ومجتمعاته، وهذا يتطلّب نهجاً تصحيحياً عاجلاً بلا هوادة”.
وقالت الشخصيات الموقِّعة على الإعلان العالمي “نحذِّر من نهج احتكار الحقيقة ومصادرة القيَم والمبادئ وتشغيلها انتقائياً حسب مصالح القوى الدولية وفرض سردية أحادية على العالم تقوم على التحيّز والغطرسة والتجاهل والتبرير”، وأضافوا أنّ “عالماً يُقرِّر تشغيل قيَمه ومبادئه ومواثيقه بصفة انتقائية، ولا تتكافأ فيه أرواح البشر أو تتساوى فيه حقوقهم وحريّاتهم وكرامتهم؛ هو عالم جائر يزرع الغضب في صفوف أجيالٍ تلحظ الفجوة بين شعارات نبيلة وممارسات مروِّعة”.
وحذّر الإعلان العالمي من أنّ “الرضوخ لخطابات تبرير الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب التي سُمعت من منصّات دولية وثقافية وإعلامية يمثِّل تهديداً للإنسانية جمعاء وليس للشعب الفلسطيني وحده”، كما حذّر من “إسباغ أوصاف “الحضارة” و”التحضُّر” و”الإنسانية” و”الخير” و”النور” على سياسات الإبادة وجرائم الحرب، ومن تبرير الفظائع عبر نزع الإنسانية عن الشعوب المضطّهَدة وتسميم أجواء التعايش الإنساني والتفاعل الثقافي في عالم متنوِّع”.
ونبّهت الشخصيات إلى أنّ “عالمنا يفتقد سُلطة مُساءلة أخلاقية تقف في وجه الغطرسة والسطوة وانتهاك المواثيق والشرائع وسياسات الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب والاضطهاد”. وأضاف الإعلان: “صار مُلحّاً خوْض نقاش فلسفي وفكري وثقافي عالمي للتحقُّق من مدى جاهزية عالمنا المبدئية والأخلاقية للامتثال للمواثيق الإنسانية والدولية والتصدِّي لحملات الإبادة والتطهير العرقي وسلب حقوق الشعوب وحريّاتها.”
وحثّ الإعلان العالمي روّاد الفلسفة والفكر والثقافة والأدب والفنّ وقادة المجتمعات الدينية والمدنية على “النهوض بدورهم المبدئي والأخلاقي في إنصاف الحقوق والعدالة والحرية وكرامة الإنسان في فلسطين وفي كلّ مكان، وفي التصدِّي للظلم والقهر والاضطهاد والإبادة والتطهير العرقي والسياسات العنصرية”.
وشدّد الإعلان على أنّه “يتعيّن إعلاء صوت الضمير الإنساني بشجاعة وقبل فوات الأوان، فالجرائم ضدّ الإنسانية انتهاك للبشرية جمعاء وليس فقط لضحاياها المُباشرين الذين تُسلَب حقوقهم في الحياة والأمان والحرية والكرامة في فلسطين”.
وانتهى الإعلان العالمي إلى أنّ “عالماً يُحدِّد موْقفه من الفظائع والانتهاكات طبقاً لهُويّة الجاني وهُويّة الضحية؛ هو عالم لا أمان فيه ولا حقوق ولا عدالة، ولن تتورّع دوله وجيوشه عن الفتك ببعض البشر لتمكين بعض السياسات التي تُقدِّم مصالحها على التزاماتها المُعلنة”، كما ورد فيه.
وعلاوة على حشد غير من الشخصيات الموقِّعة على الإعلان العالمي جاء ضمن أوائل الموقعين مثلاً: داتوك أحمد عزام عبدالرحمن، مفوض اللجنة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي بصفته الشخصية – ماليزيا، والمحامي والكاتب المكسيكي موريسيو داردون فيلاسكويز، والناشط الحقوقي ناجي حرج – سويسرا، والمحامي السريلانكي امتياز وهّاب، والمحامي الدولي عبدالمجيد مراري من فرنسا، وسعدية مفرح، الشاعرة والكاتبة والإعلامية الكويتية سعدية مفرّح، والفنان والمؤلف الموسيقي المغربي رشيد غلام، وفنان الكاريكاتير الفلسطيني علاء اللقطة، والأكاديمية والأديبة الكويتية حياة الياقوت، والروائية الفلسطينية جهاد الرجبي، والروائية الفلسطينية نردين أبو نبعة، والصحفي الأرجنتيني فرناندو إيساس، وليلى زغلول رويز، زميلة باحثة في كلية LSE بكوستاريكا، والأديب والكاتب الكويتي خالد ساير العتيبي، وناشطة السلام الإيطالية غابرييلا غراسو، والقيادي النقابي الكولومبي داني ميغيل مورينو فونتيشا، رئيس الرابطة الوطنية للعاملين في قطاع الطيران واتحاد خدمات المطارات ANTSA ، والنائب السابق في البرلمان الأردني ديمة طهبوب، ريكاردو محرز، رئيس الاتحاد الفلسطيني لأمريكا اللاتينية ورئيس جمعية كولومبو فلسطين – كولومبيا، وسمعان خوري، رئيس الجمعية الفلسطينية السلفادورية، وعزام التميمي، مدير تحرير قناة الحوار الفضائية ومفكر – فلسطين، وشخصيات أخرى من أنحاء العالم من حقول فكرية وعلمية وأكاديمية وحقوقية وثقافية وفنية وأدبية.