الأمم المتحدة: العنصرية الممنهجة وإرث العبودية لا يزالان منتشران في السجون الأمريكية
ألقى تقرير جديد صادر عن أبرز خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ضوءا جديدا على الفظائع التي ترتكب داخل النظام القضائي الأمريكي لكي يراها العالم أجمع.
وخلص التقرير، الذي نشر يوم الخميس الماضي، إلى أن “العنصرية وإرث العبودية لا يزالان موجودان في نظام العدالة الجنائية الحديث في أمريكا”.
وأشار خبراء حقوق الإنسان، الذين التقوا بـ133 من “الأفراد المتضررين” في المدن في جميع أنحاء البلاد، إلى أن الأطفال ذوي البشرة السمراء تعرضوا للسجن مدى الحياة، وتم تقييد النساء الحوامل بالسلاسل أثناء الولادة، وتعرض الناس للعمل القسري في سجون “على طراز المزرعة”.
وكتب أحد خبراء الأمم المتحدة، خوان منديز، في التقرير: “نحن نرفض نظرية “التفاحة الفاسدة”، وهناك أدلة قوية تشير إلى أن السلوك التعسفي لبعض ضباط الشرطة هو جزء من نمط أوسع وخطير”.
وتابع: “إن مؤسسات إنفاذ القانون والعدالة الجنائية في أمريكا تتشارك وتعيد إنتاج القيم والمواقف والقوالب النمطية للمجتمع والمؤسسات الأمريكية، يجب إصلاح هذه الأمور”.
وشدد منديز وخبراء آخرون في التقرير على الحاجة إلى الإصلاحات، إذ يقول خوان منديز: “الشهادات والأرقام التي تلقيناها تمثل أسوأ جزء من نظام العدالة الجنائية العنصري، الذي يقوّض كل الجهود الرامية إلى معالجة العنصرية الممنهجة، وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى الحاجة الماسة إلى إجراء إصلاح شامل”.
ومن بين هذه الإصلاحات الـ30 التي أوصى بها خبراء حقوق الإنسان، قال خوان منديز وزملاؤه إن ضباط الشرطة المسلحين لا ينبغي أن يكونوا الرد “الافتراضي” لقضايا مثل أزمات الصحة العقلية، أو التشرد، أو حركة المرور، أو الانضباط المدرسي.
يشار إلى أن المحققة المستقلة التابعة للأمم المتحدة، ني أولين، أجرت في شهر يوليو/ تموز الماضي، زيارة لمعتقلي سجن غوانتانامو في كوبا، كشفت خلالها عن فظائع عاينتها بنفسها.
وصرحت أولين لوكالة”أسوشيتد برس” بأن المعتقلين المسنين حضروا اجتماع مكبلين بالسلاسل حاملين الأرقام التسلسلية التي تستخدم للتعامل معهم، ولم تكن هذه الزيارة قد حدثت منذ إنشائه عام 2002.
وصرّحت ني أولين، المحققة المستقلة التابعة للأمم المتحدة، بأنها توجهت إلى سجن غوانتانامو بعد فوات الأوان، حيث احتجزت الولايات المتحدة 780 معتقلا مسلما في السجن بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول في عام 2001، ويبقى اليوم 30 سجينا فقط.
وحاولت الأمم المتحدة لسنوات عديدة إرسال محققين مستقلين إلى غوانتاناموإلا أن الإدارات الأمريكية السابقة في عهد جورج دبليو بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب رفضت ذلك.