الحالة العنصرية والطائفية في الجمهورية التركية
تقرير شهر ديسمبر 2023
الملخص التنفيذي:
تعددّت عناوين الرصد التي حصل عليها المرصد من خلال عملية البحث والاطّلاع والاستقصاء، ومتابعة العديد من الشخصيات السياسية، ووسائل الإعلام، والشخصيات الناشطة والمؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومتابعة القرارات الحكومية، والقوانين والتشريعات، التي لها ارتباط وتأثير على موضوع الرصد للحالة الطائفية في المجتمع التركي. اعتمد المرصد خلال فترة البحث والاستقصاء على ضرورة تحليل المحتوى الذي يُنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر وسائل الإعلام الرسمية والاطّلاع على ردود الفعل المتمثلة بتعليقات الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو مدى تداول المحتوى وكيفية تداوله ودراسته وارتباطه بالحالة الطائفية. خلص المرصد إلى 7 قضايا رئيسية باتجاهات مختلفة عكست طبيعة الحالة الطائفية داخل المجتمع سواء كانت ذات اتجاه إيجابي أو سلبي. تمثّلت أبرز هذه القضايا برصد التوجهات الحكومية لملاحقة السياسيين والنشطاء والصحفيين الذين ينشرون أو يساهمون بإنتاج محتوى كراهية أو تحريض أو نشر أخبار مضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال إصدار مذكرات اعتقال أو إلقاء القبض عليهم بشكل فعلي لفترة زمنية متفاوتة بين شخص وآخر بناءً على طبيعة الشكوى المُقدّمة ضده. لم يرتبط الأمر باعتقال مواطنين أتراك فحسب، بل طال الأمر ملاحقة عدد من النشطاء الأجانب المعروفين بنشاط حقوقي دون تقديم أدلة كافية وواضحة لسبب اعتقالهم، بالإضافة إلى ملاحقة إعلاميين أجانب لهم محتوى ذو خلفية سياسية سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر إحدى القنوات التلفزيونية التي تُبث في تركيا.
في قضية أخرى، تابع المرصد انعكاس الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتأثيرها على الحالة الطائفية في تركيا، خاصةً أن أخبار وتقارير الحرب المندلعة أصبحت موضوع دراسة وبحث في الأجندة التركية من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي من قبل الحكومة التركية والذي تمثّل باستقبال طائرتين تحملان جرحى من قطاع غزة والتكفّل بعلاجهم في المشافي الحكومية التركية، بالإضافة إلى خروج عدد كبير من الشخصيات السياسية الرفيعة على رأسهم رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان في مظاهرة تضامنية مع القضية الفلسطينية والعديد من النشطاء والسياسيين، وانتشار حملات مقاطعة للمنتجات الإسرائيلية، وخروج دعوات لمظاهرات وإضراب عام للتنديد بجرائم الاحتلال، ودعوات شعبية بضرورة التدخل بكافة الطرق لإنهاء الحرب. في المقابل تابع المرصد العديد من الأخبار التي صدرتْ عن سياسيين ونشطاء حول طبيعة الدعم المقدم لغزة، وتوجيه اتهامات للجرحى والمرضى الفلسطينيين الذين أحضرتهم الجمهورية التركية للعلاج في مشافيها، بالإضافة إلى رصد العديد من خطابات التحريض والكراهية الموجّهة إلى العديد من الشخصيات المؤثرة التي أعلنتْ تضامنها مع قطاع غزة.
تابع المرصد قضية الدعم الحكومي المُقدّم للطلبة الأجانب، والمتمثّل بشكل أساسي بالمنح الحكومية التنافسية التي يتم تقديمها كل عام وفق بروتوكولات لجذب الطلبة الأجانب والمُساهمة في التنمية الإقليمية والتعاونية بين تركيا والبلدان الأخرى، حيثُ سلّط العديد من السياسيين والنشطاء الضوء على هذا الموضوع بشكل يعكس الحالة الطائفية سواء كانت باتجاه إيجابي أو سلبي.
كما وثق المرصد أيضًا قيودًا متعددة ترتبط باتّخاذ قضية اللاجئين في تركيا كورقة دعائية أمام عدد من السياسيين المُرشَّحين في انتخابات البلدية القادمة، ومدى ارتباط استخدامهم لتلك القضية وتأثيرها فعليًا على الحياة اليومية للأجانب عامة واللاجئين خاصةً.
في قضية أخرى، اطّلع المرصد على قضايا مرتبطة باللاجئين والأجانب خاصةً مع تكرار حالات الاعتداء والاستغلال الممنهج للأجانب واللاجئين دون وجود رقابة أو محاسبة تحمي حقوق اللاجئين المُعتدَى عليهم سواء كان اعتداءً جسديًا أو نفسيًا متمثّلًا بالاعتداء على حقوقهم أو تعرضهم لفخ النصب والاحتيال والتعرض لمحاسبة ومساءلة قانونية لها عواقب وخيمة يمكن أن تؤثر على حياتهم بأشكال مختلفة.
خلال عملية الرصد والاستقصاء، لاحظ المرصد أن قضية الأجانب عامة واللاجئين خاصةً لها العديد من الارتباطات التي يُفرَد لها عناوين متفرقة. في هذا الجانب، سجّل المرصد العديد من السياسات الحكومية الموجّهة التي تهدف إلى الحد من أعداد الأجانب واللاجئين المتواجدين في تركيا من خلال التصريحات المباشرة للعديد من السياسيين التي تنادي بضرورة تقليص أعداد الأجانب بشتى الطرق واتّخاذ عودة اللاجئين إلى بلادهم “بغض النظر عن طبيعة العودة” كأولوية عمل في دراسة ملف اللاجئين، واتّخاذ قرارات من شأنها أن تعيق ممارسة العديد من الأنشطة الحياتية كإغلاق بعض المناطق أمام الأجانب، أو سن قوانين جديدة للحد من حصول الأجانب على الجنسية التركية، أو فرض قوانين معينة لمزاولة وممارسة بعض المهن.
لتحميل التقرير كاملاً يرجى الضغط على الرابط أدناه: