الغارديان” تقرر التوقف عن نشر محتوياتها الرسمية على “إكس” بسبب العنصرية ونظريات المؤامرة

الغارديان” تقرر التوقف عن نشر محتوياتها الرسمية على “إكس” بسبب العنصرية ونظريات المؤامرة

لندن- “القدس العربي”: أعلنت صحيفة “الغارديان” أنها ستتوقف عن نشر أي محتوى على منصة “إكس”، التي يملكها إيلون ماسك، على حساباتها الرسمية.

وقالت الصحيفة، في تقرير أعدّه دان ميلمو، إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية أكّدت مخاوفها بشأن المحتوى المنشور على المنصة. وقد لعب ماسك دوراً مهمّاً في حملة دونالد ترامب الرئاسية، وكافأه على جهوده بدائرة متخصصة لتحسين الكفاءة في مؤسسات الحكومة الأمريكية.

وجاء في بيان الصحيفة، الذي وجّهته لقرائها، أن المنصة الإخبارية وازَنَت بين بقائها على المنصة، التي كانت تُعرف سابقًا باسم تويتر، والمضار المرتبطة بها، ووجدت أن السلبيات تتفوّق على المنافع، بسبب “المحتوى المثير للقلق” المنشور عليها. وقالت: “نريد أن نُعلِم قراءنا بأننا لن ننشر أيَّ شيء من الحسابات التحريرية للغارديان على موقع إكس”.

ولدى “الغارديان” 80 حساباً يتابعها 27 مليون شخص.

وأضافت الصحيفة أن المحتوى المثير للقلق على المنصة يشمل نظريات المؤامرة والعنصرية، وقد تبلور قرارها بشكل كبير أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقالت: “هذا شيء كنّا نفكر فيه لفترة طويلة، بالنظر إلى المحتوى المزعج الذي يتم الترويج له، أو العثور عليه على المنصة، بما في ذلك نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة والعنصرية”.

وأضافت أن “الحملات الرئاسية الأمريكية أكّدت ما كنّا نفكر به منذ وقت طويل، وباتت علامة إكس منصة إعلامية سامة، ومالكها، إيلون ماسك، استطاع استخدامها للتأثير على الخطاب السياسي”.

الغارديان: الحملات الرئاسية الأمريكية أكّدت ما كنّا نفكر به منذ وقت طويل؛ باتت علامة إكس منصة إعلامية سامة، ومالكها، إيلون ماسك، استطاع استخدامها للتأثير على الخطاب السياسي

انتقدت مجموعات مكافحة خطاب الكراهية والاتحاد الأوروبي ماسك، أغنى شخص في العالم، بشأن معايير المحتوى على المنصة منذ أن اشتراها مقابل 44 مليار دولار، في عام 2022. وأعاد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، الذي أعلن أنه “سيطلق العنان لحرية التعبير”، الحسابات المحظورة، بما في ذلك حسابات منظّر المؤامرة أليكس جونز، والمؤثّر المعادي للنساء أندرو تيت، والناشط اليميني المتطرف البريطاني تومي روبنسون.

ورغم قرارها، تتيح “الغارديان” للقراء مشاركة مقالاتها وتقاريرها على منصة إكس، والمنشورات على المنصة قد تندرج أحيانًا ضمن عملها كجزء من التقرير الحي والمستمر. ويمكن للمراسلين مواصلة استخدام المنصة لجمع المعلومات. ومع أنه سيتم سحب الحسابات الرسمية من المنصة، إلا أن المراسلين الأفراد مطالبون بالالتزام بالقيود المتعلقة بتعليمات استخدام منصات التواصل الاجتماعي عند التعامل مع إكس.

وعلّقت الصحيفة أن منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون وسيلة مهمة للمنصات الإخبارية، وتساعدها على الوصول إلى جمهور أوسع، “لكن إكس تلعب الآن دوراً متراجعاً في الترويج لعملنا. وصحافتنا متاحة ومفتوحة للجميع على موقعنا الإلكتروني، ونفضّل أن يأتي الناس إلى موقع theguardian.com ويدعموا عملنا هناك”.

وردًا على الإعلان، نشر ماسك على “إكس” أن صحيفة “الغارديان” “لا قيمة لها” و”آلة دعاية شريرة صعبة”. والعام الماضي، توقّفَ الراديو الوطني العام (NPR)، المنصة الإخبارية الأمريكية غير الربحية، عن نشر محتواه على منصة إكس، بعدما صنّفتها المنصة على أنها “إعلام مرتبط بالحكومة”، وأوقفت الشبكة التلفازية “بي بي إس” منشوراتها لنفس السبب.

وفي هذا الشهر، أعلن مهرجان برلين السينمائي أنه سيترك “إكس” دون إبداء سبب.

وفي الشهر الماضي، أوقفت شرطة ويلز استخدام “إكس” لأنها “غير متناسبة مع قيمنا”.

وفي آب/أغسطس، أعلن المستشفى الملكي الوطني للعظام أنه لن يتعامل مع “إكس”، مشيرًا إلى “زيادة حجم خطاب الكراهية والتعليقات المؤذية”.

إبراهيم درويش

*جميع المقالات المذكورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المنظمة