إعداد وحدة الدراسات والتقارير في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات
اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تداعيات صعوده في المشهد السياسي
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا
إعداد وحدة الدراسات والتقارير
اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تزايد التهديدات مجدداً .
1- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ حركة “بيغيدا” تخرج للشوارع مجدداً
تشكل حركة “بيغيدا” تهديداً على المجتمع الألماني، فدائماً ما تستغل الحركة قضية اللجوء والهجرة كذلك استغلال الأزمات كأزمة الطاقة وأوكرانيا و”كوفيد 19″ لبث دعايتها المتطرفة، وساهم صعود “حزب البديل من أجل ألمانيا” في تزايد شعبية حركة “بيغيدا” كما بدأت مخاطرها تتزايد عبر تكوين شبكات يمينية متطرفة لاستقطاب وتجنيد الشباب على مستوى أوروبا لاسيما ألمانيا.
حركة “بيغيدا”
تأسست حركة “بيغيدا” كحركة مناهضة للإسلام واللاجئين في ألمانيا، ودائماً ما تستغل الحركة الأزمات المرتبطة بالهجرة واللجوء لبث دعايتها اليمينية المتطرفة في المجتمع الألماني. وتحذر الحركة من خلال دعايتها اليمينية ومظاهراتها المتكررة من “أسلمة ألمانيا والغرب” بفعل تدفق المهاجرين في 24 أكتوبر 2022. تبحث حركة “بيغيدا” بشكل عام عن استقطاب وحشد أفراد الطبقة الوسطى في ألمانيا، ويتبنى مؤيدو حركة “بيغيدا” فكرة أن المجتمع الألماني في حاجة إلى أن “يفيق” إلى تهديدات “الإسلاميين المتطرفين” ، ودائما ما يتهمون السلطات الألمانية بالفشل في تطبيق القوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب والهجرة.
أنشطة حركة “بيغيدا”
خرج أنصار حركة “بيغيدا” الألمانية إلى الشوارع في مدينة “دريسدن” في 24 أكتوبر 2022 للتظاهر ضد سياسات الحكومة الألمانية تجاه أزمة الطاقة والعلاقات مع روسيا، وجاء في الدعوة إلى المسيرة التي وجهتها الحركة أن “حركة بيغيدا لن تبتعد بمثل هذه البساطة” وانضم إلى المجموعة “لوتس باخمان” رئيس حركة “بيغيدا” الذي صنفته هيئة حماية الدستور ـالاستخبارات الداخلية الألمانيةـ على أنه يميني متطرف.
تظاهر في ولاية “تورينغن” حوالي (36000) شخص في الشوارع في الثاني من أكتوبر 2022 وحذر”بودو راميلو ” رئيس وزراء ولاية “تورينغن” من تطورات الاحتجاجات في ألمانيا الشرقية و أن”بيغيدا جديدة آخذة في الظهور”.
تنامت قدرة “PEGIDA” على الحشد والاستقطاب أثناء جائحة كورونا ـ كوفيد19ـ وعمليات الإغلاق المرتبطة بها وتحول خطاب “PEGIDA” من إطار ثقافي في الغالب إلى خطاب قائم على نظريات المؤامرة المتعلقة بالصحة، وانتقادات سياسات الإغلاق في الثالث من يونيو 2021. وعلى الرغم من أن جميع ألمانيا قد تأثرت بنفس القدر بالإغلاق إلا أن “PEGIDA ” أصرت على أن القيود المفروضة على الحياة العامة والخاصة تنطبق فقط على “الألمان” لأن السلطات الألمانية لم تفرض قيودًا على المجتمعات المسلمة.
رصد “توماس هالدنفانغ” رئيس هيئة حماية الدستور الألمانية في 15 يناير 2022 بين المتظاهرين المناوئين لسياسة مكافحة جائحة كورونا أوساطاً جديدة معادية للدولة، وأشار المسؤول الأمني الألماني إلى أنه ليس من الممكن الآن تحديد حجم هذه الفئة لأنها تضم أطيافاً شديدة التباين وتابع: “أوجه تشابه متزايدة بين حركة “بيغيدا” اليمينية المتطرفة ورافضي كورونا”، مشيراً إلى أنهم أحيانا يرفعون نفس الشعارات”.
يعد “معهد البحوث لسياسة الدولة” مركزاً بحثياً ينشر الأفكار اليمينية المتطرفة حيث شارك في تأسيسه العام 2000 الكاتب والناشط “غوتز كوبيتشيك ـ Götz Kubitschek” الذي كان متحدثاً بشكل منتظم في التظاهرات التي نظمتها حركة “بيغيدا” في الولايات الألمانية بين عامي 2015 و2016. كما ساعد “كوبيتشيك ” في تطوير الأفكار الإيدلوجية لمنظمتي “واحد في المائة” و “حركة الهوية الألمانية” ودائماً ما ينشر المركز دراسات وأوراق بحثية تحض على كراهية الأجانب واللاجئين.
علاقات حزب البديل وحركة “بيغيدا”
نشر متطرفون يمينيون أيديولوجيات مناهضة للدستور الألماني عبر منصات حركة “بيغيدا” الإلكترونية في إطار حملتها ضد ما وصفته حركة الاحتجاج بـ “أسلمة الغرب”. كما استخدم حزب “البديل من أجل ألمانيا” منصة “PEGIDA” الإلكترونية في حملاته الانتخابية، وساهم صعود “حزب البديل من أجل ألمانيا”وحصوله على العديد من المقاعد داخل البرلمان الاتحادي الألماني “البوندستاغ” في تزايد شعبية حركة “بيغيدا”. وفي عام 2019 نظمت حركة “بيغيدا” مسيرات ومظاهرات تجمع فيها آلاف الأشخاص وأعضاء من حزب “البديل من أجل ألمانيا”.
تعمقت الروابط بين “غوتز كوبيتشيك ” و”بيورن هوكه” أحد أبرز رموز الجناح المتطرف في حزب “البديل” وشارك “كوبيتشيك” في مؤتمرات معظم المتحدثين فيها ينتمون إلى “الجناح” المتطرف داخل حزب “البديل من أجل ألمانيا. وأكد مكتب حماية الدستور في 23 يونيو 2021 إن إيدلوجية منظمة “معهد البحوث لسياسة الدولة” التي تقوم على حرمان الأقليات العرقية من حق الانتماء إلى الهوية الوطنية، تمثل انتهاكاً لمبادئ المساواة والكرامة الإنسانية المنصوص عليها في الدستور الألماني.
حركة “بيغيدا” في أوروبا
تبنت أفكار حركة “بيغيدا” في العديد من الدول الأوروبية من قبل نشطاء محليين في دول مثل “النمسا والدنمارك وهولندا والنرويج والسويد” وتشترك حركة “بيغيدا” على مستوى دول أوروبا في بعض السمات الرئيسية كالنزعة القومية والشعور قوي بالهوية الوطنية والثقافية إلى درجة اعتبار أن اندماج اللاجئين والأجانب وثقافات أخرى يشكل تهديدا على تلك الهوية.
عقدت “PEGIDA ” تظاهرات ومسيرات في “14” مدينة أوروبية مختلفة بما في ذلك “وارسو وتالين وبراغ وغراتس وبراتيسلافا وأمستردام ودريسدن “. ففي 22 أكتوبر 2022 تجمع عدد من أنصار حركة “بيغيدا” الهولندية في ساحة محطة “روتردام” بغرض إحراق نسخة من القرآن الكريم في استفزاز واضح للجاليات المسلمة في هولندا، ما دفع السلطات الهولندية إلى اعتقال “خيرت فيلدرز” زعيم حركة “بيغيدا” أثناء محاولته حرق “القرآن الكريم” كما سعت “PEGIDA” للتظاهر في مدينة “أيندهوفن” الهولندية جنوب “أمستردام” في 24 يناير 2021
تم تأسيس “Pegida UK” على غرار الحركة الألمانية وتظاهر حوالي “200” متظاهر بـ “مسيرة صامتة” نظمها فرع المملكة المتحدة في وسط مدينة “برمنغهام” وحملت شعارت مناهضة لللاجئين كـ “لا ينبغي للمسلمين أن يكونوا في الساحة السياسية في بريطانيا وأن طالبي اللجوء مهاجرون غزاة”. وفي النمسا حشدت حركة “بيغيدا” لمظاهرة في العاصمة “فيينا” اجتذبت بضع مئات من الأشخاص وتم حظرها من قبل المتظاهرين المناهضين لـ “PEGIDA”. لم تنجح معظم فروع “PEGIDA” في جذب الدعم مثل حركة “بيغيدا” في “دريسدن” الألمانية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن المتظاهرين اليساريين المعادين كانوا يفوقونهم في كثير من الأحيان.
يقول دكتور “توباياس كريمر” الباحث المتخصص في العلاقات بين الدين والشعبوية اليمينية في أوروبا الغربية وأمريكا ” في 14 سبتمبر 2022 “إن نسبة الأشخاص اللادينيين من بين مؤيدي حركة بيغيدا أعلى من نسبتهم بين الشعب الألماني بشكل عام، وهو ما يشير برأيه إلى أن القضية لا تتعلق بالأساس بالمسيحية كدين، بل بمعارضة الإسلام ورفض المهاجرين المسلمين. “إذا ما عرّفت الآخر على أنه مسلم، من الممكن أن تبدأ في التفكير في نفسك بوصفك مسيحياً، ولكن المسيحية هنا تعتبر ثقافة أكثر منها ديناً”.
إجراءات وتدابير
تراقب هيئة حماية الدستور في ولاية “سكسونيا” حركة “بيغيدا” منذ مايو 2022 على أنها ذات “تطلع متطرف مثبت” . وكانت قد مددت الاستخبارات الألمانية رقابتها على حركة “بيغيدا” و”جميع الأشخاص والأنشطة” داخل الحركة التي تعارض ما تسميه عمليات “أسلمة” للغرب ولن يشمل ذلك المشاركين في المظاهرات السلمية وذلك في ولاية “ساكسونيا” شرقي البلاد في 5 يوليو 2021. وسبق أن أُعلنت السلطات الألمانية أن “بيغيدا” حركة متطرفة ووضعت تحت المراقبة من قبل أجهزة المخابرات في ولايات ألمانية أخرى مثل “بافاريا” ووصف مسؤولو المخابرات الحركة بأنها أصبحت متطرفة وغير دستورية.
**
2- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ اِستِغلاَل أزمة الطاقة
تنامت مساعي اليمين المتطرف خصوصا في شرق ألمانيا إلى التقارب وتوحيد القوى وباتت تشكل خطرا داهما على الحكومة الألمانية وشهدت الولايات الألمانية تزايداً ملحوظاً في تنظيم المسيرات والاحتجاجات للجماعات والأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة لسياسات الحكومة الألمانية لمعالجة أزمة الطاقة والتضخُّم والركود الاقتصادي، وتصاعدت التحذيرات الاستخباراتية من تخطيط شبكات اليمين المتطرف لشن أعمال إرهابية وهجمات لتقويض “النظام الديموقراطي الألماني”.
أنشطة اليمين المتطرف وأزمة الطاقة والتضخم
نجح اليمين المتطرف إلى استغلال تدهور شعبية الحكومة الألمانية في ظل مواجهة ارتفاع أسعارالطاقة ومخاطر شح مواردها وتوقف إمدادات الغاز والنفط الروسيين، واستطاعت الأحزاب والجماعات اليمينية المتطرفة إلى التقارب وتوحيد القوى بالتزامن مع الدعوات اليمينية للتقارب مع موسكو، مشددين على أن ألمانيا لا يمكنها أن تستغني عن الغاز الروسي. وشهدت األمانيا تزايداً ملحوظاً في احتجاجات ومظاهرات من حزب “البديل من أجل ألمانيا” على أزمة الطاقة والتضخُّم تحت شعار “عندما لا يجد الألمان ما يكفي، فلماذا نعطي الغرباء؟”، وهناك علامات تحذيرية أخطر فلم يكن من بين المتظاهرين والمحتجين أفراد فقط من “حزب البديل اليميني الشعبوي” بل هناك أيضاً العديد من الجماعات المتطرفة التي تتراوح بين اليساريين الراديكاليين إلى النازيين الجدد ومنظمات يمينية كــ”منظمة كومبات18″، وأعقب تلك الاحتجاجات أعمال عنف ضد بعض اللاجئين الأوكرانيين.
تهديدات اليمين المتطرف
خطط أعضاء شبكات يمينية متطرفة لشن أعمال إرهابية وهجمات للسعي لتدمير “النظام الديموقراطي الألماني”. وهددت تلك الشبكات الساسة الألمان؛ كالتهديد باختطاف وزير الصحة الألماني في 14 أبريل 2022، وشن هجمات على البنى التحتية الألمانية مثل شن هجمات على شبكات كهربائية بهدف قطع التيار الكهربي على مستوى ألمانيا ما يصعب جهود السلطات الألمانية لحل أزمة الطاقة. وعقدت المجموعات اليمينية المتطرفة دورات تدريبية لتعلم الفنون والرياضات القتالية. وأبرز تلك التهديدات جاءت من مجموعة “قسم الأسلحة النووية” بارتكاب أعمال عنف ضد التيار اليساري، ونظمت المجموعة اليمينية دوريات في أحياء سكنية في ولايات ألمانية ضد إجراءات مكافحة كورونا بغرض إثارة العنف وتهديد السلم المجتمعي الألماني.
اِستِغلاَل أزمة أوكرانيا
انقسمت جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا وواجهت تحدياً كبيراً يتمثل في كيفية الخروج بموقف موحد حيال أزمة أوكرانيا. فدعت بعض القوى اليمينية المتطرفة إلى الاصطفاف بجانب موسكو، فيما دعت قوى يمينية أخرى إلى التضامن مع “كتيبة آزوف” اليمينية المتطرفة في أوكرانيا. وتنامت دعوات اليمين المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعى للسفر إلى أوكرانيا في 29 يوليو 2022 والقتال هناك، وتوفر لدى الأجهزة الأمنية الألمانية معلومات وإحصائيات عن (52) مواطناً ألمانياً “على صلة بالمتطرفين” كانوا يرغبون في السفر إلى أوكرانيا من بينهم (6) أشخاص موجودين حالياً في أوكرانيا.
الدعاية على الإنترنت
تنشط شبكات اليمين المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي والعديد من المنصات ومجموعات الدردشة، لاسيما على تطبيق ” تلغرام”. واستغلت مجموعات الدردشة للتحريض على رفض سياسات الحكومة الألمانية المتبعة لمواجهة جائحة كورونا وأزمة أوكرانيا وسياسات تسليح أوكرانيا واستقبال اللاجئين الأوكرانيين. وأطلقت الجماعات اليمينية دعوات لتصنيع السموم، وتبادل النصائح حول الحصول على السلاح، فضلاً عن رصد الأجهزة الأمنية الألمانية مقابلات الأعضاء بعيداً عن المحادثات الالكترونية. وأسس اليمين المتطرف في ألمانيا شبكات من النازيين الجدد تروج لنفسها عبر حملات التجنيد للشباب في الجامعات الألمانية في الثاني من أغسطس 2022.
حثّ اليمين التطرف على توحيد القوي السياسية المعارضة لتقويض الديمقراطية في ألمانيا، فعلى سبيل المثال حرض “يورغن إلساسر” المحرر بمجلة “Compact” التي تعد أبرز مجلة ألمانية يمينية متطرفة على تحالف كبير بين اليسار واليمين المتطرفين كذلك تخطيط أعضاء مجموعة دردشة “وطنيون متحدون” لشن هجمات إرهابية في الولايات الألمانية وعمليات اختطاف للساسة الألمان.
واقع اليمين المتطرف شرق ألمانيا
تنظّم الجماعات اليمينية المتطرفة التي تنشط خصوصاً في شرق ألمانيا تظاهرات ومسيرات في عدة مدن ألمانية عدة في الثامن من أكتوبر 2022 ، ولا يزال هناك العديد في شرق ألمانيا من المؤيدين لسياسات موسكو منذ بداية أزمة أوكرانيا. ففي “ولاية ساكسونيا” وفي مدينة “لايبزيغ” التقى المتظاهرون اللاجئين الأوكرانيين وبدؤوا يرددون شعارات بعدم الترحيب باستقبال اللاجئين الأوكرانيين في ألمانيا، كذلك شعارات ضد العقوبات المفروضة على روسيا في الثالث من نوفمبر 2022، وأشارت استطلاعات الرأي في ولاية شرقية أخرى “مكلنبورغ فوربومرن” إلى زيادة بنسبة (5%) في عدد الأشخاص الذين سيصوتون لصالح حزب “البديل من أجل ألمانيا” في الانتخابات البرلمانية.
تشير استطلاعات الرأي في العاشر من نوفمبر 2022 إلى تراجع التصريحات اليمينية المتطرفة في كل أنحاء ألمانيا وخاصة في شرق ألمانيا ، وأنه مازال هناك فقط (2%) من سكان شرق ألمانيا لديهم تصور يميني متطرف عن العالم بالمعنى “الأيديولوجي النازي” ، كذلك اشارت استطلاعات منشورة في 21 أغسطس 2022 إلى زيادة نسبة العداء للأجانب من نسبة (27,8 %) إلى (31 %) في شرق ألمانيا، فيما ارتفعت نسبة العنصرية في شرق ألمانيا من (8.5%) إلى (9.5%) .
تسجل شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” صعوداً لاسيما في شرق ألمانيا فبلغت حوالي نسبة (15%) بعدما تراجعت منذ العام 2020 وحتى منتصف العام 2022 من جراء انقساماته الداخلية ومعارضته تدابير مكافحة كوفيد وبالرغم من ذلك هناك تأييد كبيير للحزب في شرق ألمانيا.
يعتبر شرق ألمانيا المعقل الأهم للأحزاب اليمينية على غرار “حزب البديل الألماني” الذي يقدِّم نفسه على أنه الحزب الذي يمثل مصالح ألمانيا الشرقية ، والتي حقق بها فعلاً نتائج كبيرة . ومن أهم أسباب صعود اليمين المتطرف في شرق ألمانيا ، استثمار الأحزاب اليمينية المتطرفة في مخاوف سكان شرق ألمانيا واستغلالها قضايا الرأي العام مثل الهجرة والتنوع الاجتماعي والبيئي وأزمة أوكرانيا والطاقة.
لا يزال سكان الشرق الألماني يشعرون بأنهم مهمشون مقارنة بنظرائهم بغرب ألمانيا، وأن كل وافد جديد هو تهديد لمناصب عملهم، ما يعني تهديداً اقتصادياً وتهديد لثقافتهم المحافظة. كذلك ترتبط النسبة العالية للمواقف اليمينية المتطرفة بارتفاع نسبة البطالة والباحثين عن الحماية، ومن المرجح أن كل هذه الخصائص الهيكلية الموجودة في شرقي ألمانيا أكثر من غربها أن تمثل تهديدا كبيرا للحكومة الألمانية.
تحذيرات واجراءات الاستخبارات الألمانية
حذرت الاستخبارات الألمانية في 26 أغسطس 2022 من الشبكات الاجتماعية ومجموعات الدردشة الخاصة واالمحادثات المماثلة بين العدد الكبير من الجماعات اليمينية المتطرفة في ألمانيا الشرقية، كحزب “الطريق الثالث” وهو حزب “نازي جديد” بالإضافة إلى “السكسونيين الأحرار” وهو حزب صغير آخر برز خلال الاحتجاجات المناهضة للإغلاق أثناء جائحة كورونا كذلك جماعة “Zukunft Heimat” وهي شبكة تتركز في ولايتي “براندنبورغ وساكسونيا الشرقيتين”.
حذرت الاستخبارات الداخلية الألمانية في السادس من أغسطس 2022 من احتمالية استغلال اليمين المتطرف لأزمة الطاقة والتضخم، حيث يحمل المتطرفون ما يسمى “شتاء الغضب الألماني” ليتمكنوا من استغلال الحالة المزاجية في الترويج لتطلعاتهم “المناهضة للدولة”، وصنّفت السلطات الألمانية عنف اليمين المتطرّف على أنه التهديد الأول للنظام العام متقدما بذلك على التهديدات الإسلاموية المتطرفة.
وصف “ستيفان كرامر” رئيس مكتب ولاية “تورينغيان” في الفرع الشرقي لجهاز المخابرات المحلية الألماني الحالة المزاجية بأنها “متفجرة” وأضاف “ستيفان كرامر” لدينا الآن مجموعة خاصة جداً من القوى المتطرفة هذا الخريف، لدينا سكان متوترون جداً جداً بعد الجائحة، ولا يزال لديهم الكثير من الغضب في داخلهم وإن المرونة والقدرة على حماية نفسك من الأزمات آخذة في النفاد”.
أشار المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا، في العاشر من مايو 2022 إلى أن تنامي اليمين المتطرف ربما يكون في طريقه للخروج عن السيطرة بالفعل حيث تم رصد (55048) جريمة “ذات دوافع سياسية ودينية” وأن معظم الجرائم ارتكبها متطرفون يمينيون وأحصت الشرطة نحو (22 ) ألف جريمة ذات دوافع يمينية متطرفة بزيادةٍ قدرها (7%) مقارنة بعام 2020 .
3- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ حرب أوكرانيا تُزيد مخاطر الإرهاب والجريمة
ما زالت ألمانيا تعيش على وقع اليمين المتطرف بالتوازي مع وقع الجماعات” الإسلاموية” المتطرفة، وفي أعقاب ألحرب في أوكرانيا صعدت التيارات الشعبوية من أنشطتها. وزاد الأمر تعقيداً، كون ألمانيا ما زالت لحد الأن لم تتعافى من تداعيات جائحة كورونا.
أطلقت الهجمات ضد الأقليات العرقية والدينية والسياسية في ألمانيا أجراس الإنذار عندما سجلت أرقام جرائم اليمين المتطرف أعلى مستوى لها منذ (20) عاماً. فبعد جائحة كورونا وحرب أوكرانيا، أستهدف اليمين المتطرف الأقليات والأجانب خاصة الجاليات المسلمة ومن أصول مهاجرة. ويمثل التطرف اليمين تهديداً متزايداً لألمانيا، وبدوافع سياسية وعرقية مع أعتماد التضليل الإعلامي وفبركة الأخبارواللجوء إلى العنف، وبالفعل لعبت المعلومات المضللة دوراً في تغذية التطرف اليميني.
تحشيد التظاهرات
تظاهر آلاف الأشخاص وسط برلين يوم الثامن من أكتوبر 2022 على سبيل المثال، بدعوة من حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني احتجاجاً على التضخّم وسياسة الطاقة التي تنتهجها حكومة المستشار شولتس. ونُظّمت مسيرة احتجاجية تحت شعار “أمن الطاقة والحماية من التضخم، ألمانيا أولاً”، وشارك فيها نحو ثمانية آلاف شخص قرب مقر البرلمان وبوابة براندنبرغ .
يسعى اليمين المتطرف إلى استغلال تدهور شعبية حكومة شولتس في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة ومخاطر شح مواردها مع توقف إمدادات الغاز والنفط من روسيا. وانتشرت الشرطة بأعداد كبيرة لمواكبة المسيرة التي نظّمت بالقرب منها تظاهرات مضادة عدة شارك فيها نحو (1400) من النشطاء المناهضين للعنصرية، وفق الشرطة. يُذكر بأن اليمين المتطرف كثيراً ما نظم التظاهرات ضد التضخّم وسياسة الطاقة التي تنتهجها الحكومة.
ارتفاع جرائم اليمين المتطرف
أعلنت وزارة الداخلية الألمانية يوم 27 يونيو 2022، إن أكثر من (500) متطرف يميني مطلوبين في ألمانيا، وأضافت إن ألمانيا تبحث عن (568) متطرفاً يمينياً، من بينهم (145) شخصاً ارتكبوا جرائم عنيفة، حتى 31 مارس 2022. وهناك ما لا يقل عن (79) من المطلوبين فروا إلى الخارج. ويوجد ما يقرب من (33900) يميني متطرف في ألمانيا ، منهم (13500) مستعدين لتنفيذ جرائم، وزاد المتطرفين اليمينيين بنسبة (1.8%) مقارنة بعام 2020، وهو أعلى مستوى منذ الاحتفاظ بالإحصاءات.
شهدت ألمانيا تزايداً في العنصرية وكراهية الأجانب تغذيها دعاية الجماعات اليمينية المتطرفة والمعادية للسامية والمسلمين، بما في ذلك “حزب البديل من أجل ألمانيا AfD”، ولطالما انتقدت جماعات حقوق الإنسان السلطات لاستخفافها بالتهديد وعدم التحقيق بجدية في الجرائم التي ارتكبها النازيون الجدد.
وارتفعت الجرائم خلال عام 2021 ذات الدوافع السياسية بشكل عام بنسبة (9%) تقريبًا لتصل إلى ما يقرب من (45000) حالة، مع وجود ما يقل قليلاً عن (11000) حادثة ذات خلفية يسارية متطرفة، بما في ذلك (1526) حالة عنف. وأرتفعت الهجمات المعادية للسامية ، بنسبة (16%) تقريباً ونُفذت بشكل أساسي عبر الإنترنت.
أحصت وكالة حماية الدستور(الاستخبارات الداخلية)، مايقارب (33476) جريمة ذات دوافع سياسية خلال عام 2021، بزيادة طفيفة عن العام 2020، بعد (32924) في عام 2020 ، لكن كانت هناك زيادة بنسبة (10%) في جرائم العنف ذات الدوافع السياسية.
وبلغ عدد اليمينيين الأكثر تطرفاً ما يقارب (32) الفاً فى ألمانيا، وهناك (13) الفاً يعتبرون من الأكثر تطرفاً. ويبدو إن التطرف اليميني والارهاب اليميني هما حالياً الأكثر خطراً.
التخطيط لعمليات إرهابية
كانت مجموعة يمينية متطرفة تخطط في 14 ابريل 2022 لهجمات واختطاف، وفي أعقاب ذلك ألقت الشرطة القبض على أربعة أشخاص يشتبه في ضلوعهم في خطط لاختطاف وزير الصحة وتنفيذ تفجيرات. كانت الجماعة تهدف إلى خلق وضع “شبيه بالحرب الأهلية” لإثارة الفوضى في ألمانيا. وإن المعتقلين هم مواطنون ألمان مرتبطون باحتجاج رافضي COVID وحركة “الرايخ””. قال المدعون العامون في كوبلنز ومكتب الشرطة الجنائية بولاية “ماينز” إن مجموعة تطلق على نفسها اسم “Vereinte Patrioten” “يونايتد باتريوتس” أي “وطنيون موحدون” خططت لهجمات بالقنابل على البنية التحتية للطاقة في ألمانيا. وكانت إحدى الخطط المزعومة الأخرى للجماعة هي اختطاف وزير الصحة.
حرب أوكرانيا تعيد شبكات اليمين المتطرف في أوروبا
ساهمت حرب أوكرانيا بإحداث انشقاقات داخل اليمين المتطرف في ألمانيا، واحدثت الحرب إرباك داخل النازيين الجدد. يرى “يوهانس كيس”، المتخصص من اليمين المتطرف في معهد Else” Frenkel-Brunswik ” بجامعة لايبزيغ، أن النازيين الجدد المؤيدين لأوكرانيا في ألمانيا مدفوعون أساساً بصلاتهم بالجماعات اليمينية المتطرفة في أوكرانيا. وقال: ” إن مشهد النازيين الجدد يوجد في شبكات داخل أوروبا وهناك صلات لهذه الشبكات في عدد من الدول الأوروبية ، أبرزها بولندا.
تدفع الحرب في أوكرانيا أجهزة الاستخبارات إلى توخي المزيد من الحذر بعد أن أصبحت الحرب موضوع نقاش ساخن بين المتطرفين اليمينيين في ألمانيا. هناك حديث في غرف الدردشة، عن تدفق النازيين الجدد الألمان إلى أوكرانيا للقتال. ويقول توماس هالدينوانغ، رئيس وكالة الاستخبارات المحلية BfV ـ المكتب الاتحادي لحماية الدستور يوم 16 مارس 2022 : “لا ينبغي لأحد أن يبالغ في تقدير مخاطر اليمين المتطرف”. وانتقل شبان إلى قنوات التواصل الاجتماعي من أجل الانضمام إلى القتال في أوكرانيا، واستطاعت وكالة المخابرات المحلية تحديد المتطرفين اليمينيين الذين يعتزمون القتال في أوكرانيا. وتحاول السلطات الألمانية منعهم من مغادرة البلاد بإلغاء جوازات سفرهم.
اليمين المتطرف يستعيد شعبيته
نجح حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف استعادة شعبيته بعد فترة طويلة من الركود، حيث بدأت التكاليف المتزايدة الناتجة عن أزمة الطاقة في التأثير على الأسر والشركات الألمانية. ونصب اليمين المتطرف، تحديداً حزب البديل من أجل ألمانيا، نفسه على أنه رأس الحربة للاحتجاج على ارتفاع أسعار الطاقة.
وارتفع الدعم العام للحزب في ألمانيا إلى (15%) ، حيث كانت هناك زيادة مطردة في الدعم لحزب البديل مع حرب أوكرانيا وارتفاع التضخم وتكاليف المعيشة. وتزايد الدعم لحزب البديل من أجل ألمانيا إلى (9%) في الانتخابات الأخيرة في ولاية سكسونيا السفلى، بزيادة أربع نقاط مئوية مقارنة بانتخابات الولاية لعام 2017.
ودعا قادة حزب البديل إلى استئناف العلاقات التجارية مع روسيا وطالب رئيس المجموعة البرلمانية” تينو تشروبالا” خلال مظاهرة ضد سياسة الطاقة الحكومية التي نظمها حزبه للمطالبة بإصلاح وفتح خطي نورد ستريم، كونه يوفر الطاقة بأسعار رخيصة.
**
تقييم وقراءة مستقبلية
– تعتمد استراتيجية حركة “بيغيدا” في ألمانيا على تنظيم المسيرات والمظاهرات واستغلال قضية اللاجئين وتأجيج المخاوف من “أسلمة الغرب” ونشر المعلومات المضللة على قنوات “Telegram” المرتبطة بالحركة للتجنيد والاستقطاب ولإطلاق موجة من العنف السياسي.
– تشير الدلائل على قدرة “PEGIDA”على التعبئة والحشد وأن الاحتجاجات التي تنظمها الحركة يتم التلاعب بها من وراء الكواليس من قبل الأحزاب الشعبوية للاستغلال السياسي وتحقيق مكاسب سياسية.
– تزامنت شعبية حركة “بيغيدا” لاسيما في شرق ألمانيا مع صعود حزب البديل من أجل ألمانيا، واستخدمت أحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا منصة “PEGIDA” في حملاتها الانتخابية، وأصبحت تلك الأحزاب ذراع برلماني للحركة.
– تأسست حركة “بيغيدا” في العديد من الدول الأوروبية على غرار الحركة الألمانية، وهناك أوجه تشابه في جميع الأفكار المرتبطة بالحركة التي تعتمد على كراهية الأجانب وعلى نظريات المؤامرة.
– بات يتخذ اندماج حركة “بيغيدا” على مستوى أوروبا منعطفاً خطيراً بشكل متزايد مع التهديدات المتطرفة التي تثير مخاوف الأجهزة الأمنية.
– تتزايد مساع حركة “بيغيدا” لتقويض الديمقراطية الألمانية، وبشكل ملحوظ بدأ يتنامى اتجاهها المتطرف نحو سياسات السلطات الألمانيا لأزمة الطاقة والعلاقات الروسية.
– هناك احتمالية أن تجذب حركة “بيغيدا” مجموعات من خارج الطيف اليميني وتثير حفيظة جماعات يسارية وإسلاموية متطرفة مناهضة لأفكارها ما قد يؤدي إلى مواجهات عنيفة بين الطرفين تهدد الأمن القومي الألماني.
**
– تعتمد أيديولوجية اليمين المتطرف في ألمانيا على كراهية الأجانب والثقافات الأخرى، ورفض القرارات الحكومية التي يرونها معارضة لأفكارهم؛ مثل مناهضة الإجراءات الاحترازية والإغلاقات لمواجهة جائحة كورونا والسياسات الألمانية في ظل أزمة أوكرانيا والطاقة، وصولاً إلى عمليات اختطاف اغتيال السياسيين المعارضين لهم.
– تستغل جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا منصات التواصل الاجتماعي لاستقطاب جماعات وأفراد من خارج الطيف اليميني، والتحريض على السفر إلى أوكرانيا والقتال هناك، ويرجع ذلك إلى الروابط بينهم وبين جماعات يمينية متطرفة في أوكرانيا.
– تعوق تهديدات اليمين المتطرف بشن هجمات على البنى التحتية جهود الحكومة الألمانية لمعالجة شح موارد الطاقة، كذلك تنامي التهديدات باختطاف الساسة الألمان، وحشد الشباب ضد النظام الديمقراطي الألماني لا سيما في ألمانيا الشرقية، يشكل نوعية جديدة من التهديدات والمخاطر قد يصعب السيطرة عليها.
– بات مرجحاً أن تتنامى أنشطة اليمين المتطرف في شرق ألمانيا عبر تنظيم الاحتجاجت المناهضة لبرلين والمؤيدة لموسكو، ما قد يؤدي إلى زيادة نسبة تصويت الناخبين لصالح حزب البديل الألماني، وزيادة أعمال العنف ضد الأجانب والجاليات المسلمة.
– يرجع صعود اليمين المتطرف في شرق ألمانيا إلى استثمارالقوى اليمينية المتطرفة لقضايا الرأي العام والتنوع الاجتماعي والشعوربالتهميش وتدهور الحالة الاقتصادية مقارنة بسكان غرب ألمانيا، فبات مرجحاً أن تمثل تلك الأسباب تهديداً كبيراً للأحزاب المعتدلة في شرق ألمانيا، وشعبية الحكومة الألمانية على مستوى الولايات الاتحادية في الشرق.
– ينبغي على الحكومة الألمانية رصد ميزانية مخصصة لدعم البحث العلمي، وتكثيف برامج الاندماج لكافحة التطرف اليميني، واتخاذ إجراءات صارمة ضد منصات اليمين المتطرف على الإنترنت، كذلك تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية الألمانية وتقديم مشورات للمؤسسات الألمانية التي يوجد في صفوفها يمينيون متطرفون، وتشديد الرقابة على شبكات وجماعات اليمين المتطرف بشكل فعال.
**
– إن إنعدام المساواة بسبب ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة، يعني عدم الاستقرار بعد أن كانت ألمانيا ذات يوم واحدة من أكثر البلدان الأوروبية مساواة بين أفراد المجتمع، حيث كان للطبقة والوضع الاجتماعي تأثير أقل، لكن الأن تزايدت الفوارق الطبقية في المجتمع الألماني بسبب تفاوت الدخل للفرد صعد فرص اليمين المتطرف .
– إن خطط الحكومة لم تعد قادرة على معالجة هذه الفوارق اي الفوارق الطبقية الأجتماعية وهذا بسبب التضخم وأسعار الطاقة إلى حد إن ذوي الدخل المنخفض أصبحوا أكثر ضعفاً، وباتت الطبقة الوسطى مهددة في المجتمع الألماني .
– إن الفوارق الطبقية ممكن أن تدفع الكثير من الألمان الألتحاق بصفوف اليمين المتطرف والمشاركة بالتظاهرات، رغم انهم لايؤمنون بـ “أيدولجيات اليمين المتطرف والنازيون الجدد” ولكن يجدون في اليمين المتطرف فرصة لمعارضتهم للحكومة .
ـ يبدو إن استمرار حرب أوكرانيا، يعني ارتفاع نسبة الجريمة والتطرف عند اليمين المتطرف، وفقاً إلى احصائيات وبيانات وزارة الداخلية الألمانية، وهذا مايمثل تحديا كبيراً أمام أجهزة الأمن والاستخبارات الألمانية.
– أستطاع اليمين المتطرف باستعادة أنشتطته وعلاقاته كثيراً خلال حرب أوكرانيا، وذلك من خلال فبركة الأخبار وتضخيم المخاوف وانتقاد الحكومة عبر وسائل التواصل الأجتماعي.
– إن تصاعد التيارات الشعبوية والمعارضة للحكومة الألمانية أيضاً يعتمد على مدى قدرة الحكومة الألمانية بمعالجة التضخم وارتفاع الأسعار، التقارير كشفت صعود التضخم إلى اكثر من (8.9%) وهي أعلى درجة وصل اليها التضخمم القتصادي في ألمانيا منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي.
– قدمت الحكومة من جانبها خطط وأوعدت بتقديم الدعم للمواطن الألماني والشركات من أجل تخفيف عبء تكاليف المعيشة، لكن لحد الان لم تكن هناك نتائج ملموسة، وهذا يعطي التيارات اليمينية المتطرفة إلى ترويج الأخبار الكاذبة وزيادة انتقاداته للحكومة الألمانية، وهذا بدوره يساعد على نشر الفوضى والجريمة.
– يعتبر التطرف السياسي أمراً حساساً للغاية في ألمانيا نظراً للماضي النازي، ويشعر العديد من الألمان بمسؤولية خاصة في استئصال العنصرية والتعصب.
– تسعى ألمانيا كثيراً لمحاربة لتطرف اليميني من خلال تعزيز قدرات أجهزة استخباراتها والحملات التعليمية والتثقيفية، وصولاً إلى حظر الأحزاب والمنظمات المتطرفة.
– الحكومة الألمانية تحاول مواجهة اليمين أيضاً من خلال الرصد والمتابعة وتنفيذ الأوامر القضائية، ورغم أن ظاهرة اليمين المتطرف في أوروبا ليست فريدة من نوعها في ألمانيا.
– بذلت ألمانيا أكثر من بقية دول أوروبا جهود ومساعي كبيرة جدًا من أجل محاربة النازية، منذ الحرب العالمية الثانية ولحد الآن، واليوم تجد ألمانيا نفسها من جديد في محاربة النازيون الجدد والتيارات الشعبوية وهذا مايمثل تحديًا جديدًا إلى الحكومة وأجهزتها الأمنية.
– ما ينبغي أن تقوم به الحكومة الألمانية، تسريع تنفيذ خطط الدعم للمواطنين والشركات خاصة في مجال الطاقة، غير ذلك سوف تخسر الحكومة مصداقيتها، وتتصاعد فرص اليمين المتطرف أكثر.