التصريحات العنصرية لن تؤدي إلا إلى الخراب.

التصريحات العنصرية لن تؤدي إلا إلى الخراب

بيان رقم (1) بخصوص التصريحات العنصرية في تركيا

تراقب منظمة متحدون ضد التعصب الطائفي بقلق بالغ تزايد التصريحات السياسية ذات الطابع العنصري الصادرة من قبل بعض ممثلي الأحزاب والشخصيات التركية، والتي تصر بوضوح على استخدام ورقة اللاجئين بشكل مستفز ولأسباب معروفة مستغلة الظروف الاقتصادية التي تعيشها تركيا والمنطقة برمتها نتيجة أسباب عدة.
وهنا لا بد من التذكير بأن وجود ما يزيد على 3 مليون سوري في تركيا، لم يكن خياراً طوعياً لهم، وإنما أُرغموا على مغادرة بلادهم هرباً من الممارسات الوحشية لنظام الأسد وحلفائه الإقليميين والدوليين طوال ما يربو على عشر سنوات، استخدموا فيها كافة أشكال الأسلحة المحرمة وغير المحرمة، وسقط على إثرها أكثر من نصف مليون شهيد، كما نجم عنها مئات الآلاف من المعتقلين والمختفين قسرياً، وبينهم نساء وأطفال.
كما أنه لا بد من التنويه أيضاً إلى أن الشعب التركي استقبل السوريين في محنتهم خير استقبال، انطلاقاً من قيمه الأصيلة ومن روابط الدين والقربى والجوار. وإن كان مكوث السوريين قد طال في تركيا، فهذا يعود إلى تقاعس المجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي عادل لمحنتهم، فضلا عن جهود حثيثة تسعى إلى إعادة التطبيع مع النظام السوري الذي ارتكب أفظع الجرائم وتجاوز كل الخطوط الحمراء تحت سمع العالم وبصره، مما يعمق من أزمة السوريين في كل مكان.
وإنه من المؤسف أن تنحو بعض الأحزاب التركية إلى تسييس قضية إنسانية بحتة من خلال استخدام هذا الخطاب العنصري تجاه شريحة مستضعَفة وتحميلها مسؤولية المشكلات التي تمر بها تركيا، مما يهدد السلم المجتمعي، ويزعزع استقرار البلاد من خلال إثارة نعرات هي غريبة عن تركيا البلد والشعب.
ومن منبر متحدون ضد التعصب الطائفي والذي يضم قرابة 100 شخصية فاعلة وناشطة من حول العالم، نتوجه بنداء صادق بعدم الانجرار مع الخطاب الشعبوي العنصري والمحافظة على النموذج التركي الرائد على مستوى العالم أجمع في مساندة المستضعفين وإيوائهم واحتوائهم، وندعو إلى التنديد بخطاب كل من يسعى إلى تغيير قيم المجتمع التركي القائمة على الرحمة والتسامح والتآلف واستبدالها بقيم التمييز والكراهية والتعصب.
إن هذه القيم السلبية التي يروج لها البعض وإن قدمت لهم بعض المكاسب السياسية الآنية على المستوى القريب، إلا أن أضرارها ستكون أوسع وأعمق، وستكون انعكاساتها أوضح في المستقبل، ففضلاً عن كونها تكرس حالة من التغيير الفكري والقيمي فإنها تشجع البعض على تجاوز القانون وتزيد المخاوف بين جموع اللاجئين، وتعزز حالة فقدان الثقة وانعدام الأمان، وهو ما يجب أن يتحرك لمناهضته كلُّ الأتراك والسوريين وكافة الغيورين على مصالح هذا البلد الطيب.

 

متحدون ضد التعصب الطائفي 

           19 مايو 2022 م

 

للتعليق بشأن البيان مع الأمين العام د. عبد الكريم بكار أو المتحدث الرسمي د. حسان الصفدي يرجى التواصل عبر الواتس أب على الرقم التالي:00905300710466

*جميع المقالات المذكورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المنظمة