نتابع بقلق شديد قيام السلطات اللبنانية بترحيل مئات السوريّين إلى دمشق؛ حيث يواجهون خطر الاضطهاد أوالتعذيب والسجن.
تأتي عمليات الترحيل بالتوازي مع تنامي الخطاب المناهض للاجئين، وفرض مزيد من القيود على اللاجئين السوريين لإجبارهم على العودة
إلى مناطق سيطرة نظام بشار الأسد.
وقد وثقت منظمات حقوقية إعادة قسرية للاجئين مسجّلين أو معروفين لدى “المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين”.
دون منحهم فرصة للتحدّث إلى محامٍ أو المفوضيّة، مع حرمانهم من الاعتراض على ترحيلهم، والدفاع عن حقهم في الحماية.
وقد رافق ذلك فرض بلديات عدّة في كل أنحاء لبنان إجراءات تمييزيّة ضدّ السوريين، مثل حظر التجوّل للحدّ من تنقلّهم، وتقييد قدرتهم على استئجار المنازل.
إضافة إلى ذلك، فرضت بعض السلطات المحليّة على السوريين تزويدها ببياناتهم الشخصيّة، مثل وثائق الهويّة، وبطاقات الإقامة، وإثبات السكن،
وهدّدت بترحيلهم إذا لم يفعلوا ذلك.
إننا نربأ بالإشقاء في لبنان أن يتركوا المجال لتلك الفئة العنصرية القليلة لتتسيد الموقف، ويرتفع صوتها في المؤسسة العسكرية وعدد من البلديات
على حساب غالبية الشعب اللبناني؛ والذي نثق بروح الإخوة التي يحمل وعمق الأخلاق التي يملك.
لقد وثقنا بشكل مباشر معاناة عدد من السوريين الذين يعيشون في خوف من الترحيل أو التعرّض لهجمات، والكثير منهم قالوا: إنهم لم يغادروا منازلهم لأسابيع.
كلنا أمل بتدخل العقلاء على الصعيدين الرسمي والشعبي لإيقاف هذا الاعتداء فوراً، وتوفير الحد الأدنى
من الحماية للاجئين المستضعفين الذين أووا إليهم، ورأوا فيهم الأخ والسند الذي يشد به العضد.