خلق الله الإنسان كائناَ عاقلاً مختاراً مميزاً بين الخير والشر , وبذلك كان مؤهلاً لعمارة الكون على الرشد والخير
وحين تغلب غرائزه على عقله , وتأسره انحيازاته عن حرية اختياره , وتضيع بوصلته فلايميز بين الخير والشر , لايفقد دوره الراشد فحسب بل يفقد جزءاً أساساً من إنسانيته و خيريته
من هنا كان تعصب الإنسان لعرقٍ او جهةٍ او مجموعة أفكارٍ, و انغلاق آفاق تفهّم الآخر لديه هو بداية الانحطاط بانسانيته ويقع في شرك الاستعلاء الموهوم والأفضلية المزعومة
ثم يزداد الطين بِلّةً عندما يتحول الاستعلاء على الآخر الى ازدراء له وحط من مكانته (ليس علينا في الأميين سبيل )
ثم يستمر الانحدار بالانسانية ليمَارس العنف تجاه الآخر مؤسّسياً تحميه قوة غاشمة منظمة متمثلة في شكل دولةٍ أو عصابةٍ أو منظمةٍ أو ميليشيا ..
وليس هناك ماهو أكثر كارثية من توجه هذا العنف الذي تمارسه القوة المنظمة الغاشمة الى أقدس ماعند الناس , بيوت عبادتهم وشعائر تدينهم , بل أقدس بيوت عبادتهم وأعلى شعائر تدينهم , عندما تعتدي على المصلين لله في بيت الله المقدس في شهر الرحمة والمغفرة
وان مانراه اليوم من عدوان إجراميٍ غاشم تمارسه قوى الاحتلال على قدس الأقداس ومسجدها الاقصى المبارك وجموع المصلين فيه يمثل صورة – ولاأقبح – لكائنات لم يبقى لها من الإنسانية إلا الرسم , وهي شاهدة الى اي درك يمكن أن يُوصِل التعصب الأعمى العالم والناس