بيان منظمة متحدون ضد العنصرية والطائفية بشأن إلزامية عيد الغدير
في العراق
تتابع منظمة متحدون ضد العنصرية والطائفية بكثير من العناية والاهتمام ما يجري في العراق منذ بضعة أسابيع، وما تمخض عنه من قرارات وتصريحات ومواقف تتعلق بالشأن الديني والمذهبي.
ومما لا شك فيه أن العراق من أكثر الدول العربية والمسلمة امتلاكاً للتنوع الديني والمذهبي، وقد نالت منه النعرات الطائفية والانقسامات الإثنية والعنصرية ما نالت، مما تسبب في حروب كان ضحيتها الكثير من أبناء الشعب العراقي الكريم، وأحال حياة العراقيين جميعاً إلى جحيم أدى إلى دمار البلد كاملاً وأعاق حركة التنمية والتطور والعمران.
وفي الوقت الذي يفترض فيه أن يكون دور العقلاء من السياسيين وعلماء الدين وقادة المجتمع ورؤساء العشائر هو الحفاظ على السلم الأهلي بعد سنوات استقرار جيدة، فقد لمسنا العودة لإثارة موضوعات وخلافات تاريخية غادرها الشعب العراقي منذ مدة، فصدر من بعضهم ما يسيء إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبع ذلك إقرار مجلس النواب لقانون عطلة رسمية لعيد لا تتفق عليه مكونات الشعب العراقي، ويضر بمشاعر وعقائد مكونين رئيسين في البلد وهما السنة العرب والكورد، وزاد الأمر سوءاً التصريحات التي تهدد أو تستفز من يعارض تشريع هذا القانون مما يهدد الحريات العامة في هذا البلد الذي يتطلع إلى أن يداوي جراحه الغائرة وينهض من جديد.
ولهذا فإن منظمة متحدون ضد العنصرية والطائفية تدعو إلى إعادة النظر في تشريع هذا القانون، بل وضع مزيد من القوانين التي تضمن احترام الأديان والمذاهب وحماية الحريات، فهي الكفيلة بحماية هذا البلد من التفتيت والتقسيم وإماتة روح البناء والتقدم والازدهار والوحدة، و حمايته من كل ما من شأنه إثارة النزعات الطائفية التي يتطلع جميع الشعب العراقي إلى التصدي لها، وإلى الخلاص منها إلى الأبد.
كما أن المنظمة تدعو الرئاسات الثلاث والكتل السياسية الفاعلة والرموز الدينية والوطنية إلى إعادة النظر في هذا القانون، وأن يأخذوا على يد كل من يشعل شرارة الطائفية، ويلعب على وتر الانقسامات المذهبية والعنصرية، كما أنها تدعوهم إلى تعميق وترسيخ المشتركات الوطنية حفاظاً على وحدة العراق وشعبه وحفاظاً على أمنه واستقراره وتقدمه.
إسطنبول 28 أيار/ مايو 2024